عطلة الصيف هي أطول عطلة في السنة. إنّها فترة الاستراحة لطلّاب الجامعة ومدّتها تقريباً ثلاثة أشهر. أنا أنتظر عطلة الصيف بفارغ الصبر كي أفعلَ الأشياء التي لم أستطع أن أفعلَها أثناء السنة الدراسيَّة. على سبيل المثال، خلال هذه الإجازة أستمتع بمشاهدة المسلسلات وبقراءة الكتب.
أوّل شيء أفعله بعد انتهاء الامتحانات هو مشاهدة المسلسلات. أحبّ كلّ أنواع المسلسلات خاصّةً إذا كانت باللغة الأرديّة أو اللغة العربيّة أو اللغة التركيَّة لأنّني حريص على إتقان مهاراتي في هذه اللغات الثلاثة. المسلسلات الأرديّة فيها قصّةٌ ممتعةٌ في كلّ حلقة. إنّها تدور حول المشاكل الشائعة في ثقافتي. في كثير من الأحيان تناقش هذه المسلسلات أموراً كثيرةً حول العلاقات الأسريّة وحقوق المرأة والاختلافات في تفكير الجيل المعاصر. هذا هو الذي يجعلني أودّ مشاهدتها إلى درجةٍ أنّني لا أفوت واحدةً من حلقاتها أبداً.
أمّا المسلسلات العربيّة فمعظمها تستخدم اللهجة العاميّة. كما نعرف اللهجة العامية تختلف عن الفصحى تماماً في نطق الحروف والكلمات. علاوة على ذلك الممثّلون يتكلّمون بسرعةٍ جنونيّةٍ. لذا أفضّل البرنامج العربيّة بالفصحى
فقط. وقد وجدتُها مفيدةً لي في دراسة اللغة العربيّة. أستمع إلى كلام الناس جيّداً وبِملاحظة أفعالهم وحركات أيديهم أحاول أن أفهم ما الذي يجري وكذلك أستعمل السياق لتخمين معاني الكلمات والعبارات الجديدة حينما أشاهد شيئاً من هذه البرنامج.
المسلسلات التركيّة أيضاً تُعجِبُني كثيراً. يحكي عديد من هذه المسلسلات قصّة الدولة العثمانيّة وتاريخها. أريد أن أتعرّف على أسباب سقوط هذه الدولة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني بعد أن كانت دولةً عظيمةً. فبدأتُ أشاهد الموسم الأوّل من مسلسل "السلطان عبد الحميد" وقد أنهيْتُها في عطلة الصيف السابقة. أتمنّى أن أواصل موسمها الثاني في عطلة الصيف القادمة.
ثاني شيء أفعله خلال عطلة الصيف هو قراءة الكتب. ليس لديّ الفرصة للقراءة الكتب أثناء السنة الدراسيَّة لأنّني أكون مشغولاً دائماً طوال هذه الفترة. من المستحيل أن أجد الفرصة للتنفُّس في هذه الفترة. كلّ يوم أعمل كرجل آليّ. أصحو من نومي وأذهب إلى الجامعة وأحضر المحاضرات وأفعل الواجبات وأعود إلى البيت في المساء. بسبب عدد المشروعات الكبير في كلِّيَّة الهندسة أظلُّ مستيقظاً حتّى بعد منتصف الليل كي أنجزها. وفي اليوم التالي قد أكون متعباً ومحروماً عن النوم والاستراحة. فَمِن أين لي وقت لقراءة الكتب؟ هذا هو السبب الذي يجعلني أستغلَّ عطلة الصيف للقراءة.
أقرأ كتباً حول موضوعات شتّى. لا أريد أن أكون كالشاب الذي جلس مع مجموعة من شبّان الإنجليز ولم يكن قادراً على أن ينبس حتّى بكلمةٍ واحدةٍ عن عمر الخيّام كما ذُكرَ في الكتاب لخليل جبران. إذا تذكّرنا جيّداً الرسالة التي كتبها الأب لابنه أوصى فيه ابنه الثاني بتغذية العقل. أتّبعُ نصيحته وأقرأ خارج تخصُّصي في الهندسة على قدر الإمكان. من العادة أن أقرأ عن الإسلام واللغات بشكلٍ عام. هكذا قرأت كتاباً عن خالد ابن الوليد سيف اللّٰه المسلول. إنّه كان قائداً شجاعاً يقاتل الأعداء في سبيل اللّٰه في ميدان الحرب. إذا قرأتَ عن ذكائه وخطّته العبقريّة ليَنتَصِرَ في الحروب استسلمت أمامه حتّى قبل بداية الحرب. قرأت أيضاً بعض الكتب عن قصص الأنبياء والتاريخ الإسلاميّ لأنّني أعتقد أنّها ستساعدني على فهم أمور الدين الاسلاميّ. في وقت الفراغ أقرأ كتباً عن اللغات أيضاً لزيادة ثروتي اللغويّة. كما ذكرت من قبل أنا حريص على إتقان مهاراتي في اللغات السابقة الذكر وآمل أن أتعلّم هذه اللغات الثلاثة بشكلٍ جيّد قبل أن أموت. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك تشابه في كثير من المفردات بين هذه اللغات الثلاثة يجعل دراسة اللغتَيْن الأخريَيْن أسهل إذا أتقنت إحداها.
هكذا أقضي عطلة الصيف وأعترف أنّها قد تكون عاديّةً في وجهة نظر الآخرين. لكنّني أظنّها مفيدة.

تعليقات
إرسال تعليق