التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

سيرة حياة أحد أبرز الشيوخ في زماننا

االشيخ أحمد ديدات كان رجلاً عاكفاً لدينه الإسلام. بذل جهوده في نشر الإسلام ولم يكن يعرف معنى الخوف. دعا العماليق النصارى إلى المناظرات معه. وقضى حياته بكافّة أشكالها في خدمة الإسلام. كان رجلاً ذا حِدّةِ الذكاء وسرعة البديهة. درس الإنجيل خير الدراسة حتّى تَرَسَّخَ في ذهنه وعرفه شبراً شبراً. أعلن الكثير من الناس إسلامهم بعد سماعهم إلى محاضراته القويَّة. إنّه الشيخ أحمد ديدات "فارس الدعوة" كما لُقِّبَ.  بداية حياته وُلِدَ الشيخ أحمد حسين ديدات لِأبوين مسلمين عام ١٩١٨ في قرية بالهند تُدعى سورت. كانت الهند في ذلك الوقت مستَعمرةً بريطانيّةً. بعد فترة قصيرة من ولادة أحمد ديدات ذهب أبوه إلى جنوب أفريقيا بحثاً عن وظيفة من أجل لقمة عيشه. كبُر أحمد ديدات لا يرى أباه لتسع سنواتٍ كاملة. في التاسع من عمره قام أبوه بتنظيمات عدّة من أجل تنقُّل أحمد إلى جنوب أفريقيا ليُساعده في العمل في خانته حيث عمل خيّاطاً بسيطاً. كان فقيراً للغاية. وبِدعوة أبيه لِيَنضَمَّ إليه في جنوب أفريقيا كانت تلك هي أوّل مرّة رأى فيها البحر والسفينة. سافر وحيداً بدون رفقة أمّه تَلبِيَّةً دعوة أبيه. يا لسو...
آخر المشاركات

من الفشل إلى النجاح في تعلّم اللغة العربية

ا  مقدّمة كلّنا نريد أن نكون ناجحين في الحياة. لكنّنا لا ندري كيف. السرّ يكمن في كيفية التعامل مع تجاربَ فاشلةٍ بشكلٍ إيجابيّ. إذا نظرنا إلى بعض الشخصيّات المشهورة علمنا أنّ حياتهم كانت مليئةً بالحرمان وتجارب فاشلة. لكنّهم نهضوا من الأسفل إلى الأعلى بقوّة لا مثال لها. على سبيل المثال نعرف أبراهام لينكولن وسيرة حياته. كذلك مالكوم إكس وتوماس إديسون ودكتور عبد الكلام وغيرهم. جاء الكلّ من الظروف القاسيّة وجعلوا من حياتهم اسماً وشهرةً لأنفسهم ليَحفَظَها التاريخ فيما بعد. الفضل يعود إلى عزمهم وكفاحهم ألّا يكونوا مهزومين أمام فشلهم. العبرة التي نستطيع أن نستمدَّها من خلال حياة هؤلاء الرجال هي ألّا نستسلم أبداً مهما صَعُبَ النجاح وأن نصرَّ في محاولاتنا حتّى حقّقنا أهدافنا. في هذه المشاركة سأنبيكم عن تجربة شخصيّة حصلت لي في تعلُّم اللغة العربيّة تُؤكّدُ على صدق ما سبق. ما كنتُ متفوّقاً في اللغة العربية من قبل. إنّما كنتُ  طالباً عاديّاً الذي لم يكن يعرف كيفيَّة القراءة ولا الكتابة باللغة العربيّة. واجهت الكثير من الفشل وخيبة الأمل خلال سفري في تعلّم هذه اللغة. لكنّني تعا...

المجالس مدارس

المجالس في الثقافة العربية تربّي الأجيال القادمة وتعلّم الصبية الصغار مهارات عديدة في مختلف جوانب الحياة حيث ينشؤون على أيدي الكبار. يراقبون كبارهم ويلاحظون كيفيّةَ إقامة المهامّ في الحياة اليوميّة. لذا تصدق المقولة "المجالس مدارس". هذه الآليّة لتربيّة الصغار يعود إلى الحياة القبليّة عند العرب. كانوا يسكنون الصحارى ويتنقّلون من مكان إلى مكان بحثاً عن العشب والماء. علاوة على ذلك كان لديهم الأعداء في كلّ مكان. بسبب هذا كان من الواجب أن يكونوا مستعدّين للقتال في أيّ وقت. إن لم يكونوا متيقّظين أعداءهم سيقضون عليهم. ها هنا تظهر أهمّيّة المجالس. إنّها تدرّب صغارها في القتال والتجارة والسياسة. لكن في الثقافة الهنديّة لا توجد آليّة مشابهة لآليّة (المجالس).هذا لأنّ الهنود عاشوا حياة مختلفة تماماً عن العرب. تلبّي المجالس حاجّة إجتماعيّة وإقتصاديّة وسياسيّة. الصغار الذين يرتادون هذه المجالس يلاحظون كيف يتصرّف الكبار مع بعض وكيف يتحاورون وكيف يعبّرون عن آرائهم أمام الآخرين. لكن في الثقافة الهنديّة الصغار ليس لديهم الفرصة ليجتمعوا مع الكبار ليتعلّموا منهم دروس الحياة. أشعر بأنّ ...

العلم والتعلُّم

التحقتُ بجامعة سنغافورة الوطنيّة قبل أربع سنين لأدرس في كلّيّة الهندسة الكيميائية. والآن حان الوقت للتخرّج فيها. هذه المشاركة ستكون لتسجيل تجربتي وملاحظاتي خلال هذه السنوات الطويلة في الجامعة على حسب وجهة نظر الإمام الشّافعيّ. الذكاء غنيّ عن البيان أنّ الطلّاب في الجامعة أذكياء لأنّ الالتحاق بالجامعة ليس أمراً سهلاً. ويجب عليهم أن ينجحوا في الامتحانات الوطنية قبل التحاقهم بالجامعة. لذلك في رأيي الدخول في الجامعة بنفسه نجاحّ بالغٌ يدلّ على ذكاء الطلّاب. الحرص خلال هذه السنوات في الجامعة درسنا كثيراً لكن كم منّا نتذكّر الآن الأشياء التي درسناها في السنة الدراسية الأولى؟ معظمنا لن نستطيع أن نذكر شيئاً عنها. هذا لأنّنا لا نهتمّ بتعليمنا. كلّنا نريد أن نُنهيَ دوراتِنا في أقرب فرصة ممكنة لكي نتخرّج في كلّيّاتنا بسرعة. هذه الظاهرة منتشرة في الجامعات هنا. كلّ الشخص يريد أن يدرسَ تخصّصه فقط لأنّه يحتاج إلى شهادة تُمكّنه من نيل وظيفة في المستقبل. من المرجّح أنّ السبب وراء هذه الظاهرة هو مجتمعنا. فإنّه أصبح مادّيّاً في زمننا هذا. من المستحيل أن نعيش حياةً مريحةً إن لم يكن لدينا مراتب متوا...

الصداقة

أهلاً وسهلاً أصدقائي الأحبّاء. اليوم سنتعرّف على علاقة خاصّة لدى الإنسان. ألا وهي الصداقة. كم من القصص  والعبارات سمعناها عن أهميّة الصداقة الحقيقيّة في طفولتنا. رغم كلّ هذا كم منّا قمنا بمحاولات جادّة لبقاء على الاتّصال بأصدقائنا القدامى وتجديد العلاقات القديمة. هذه الدنيا مليئة بالمصائب والمحن ولو لا الصداقة بين الأفراد لغرق الناس في بحار الهموم والحزن. لا أقول إنّ الصداقة تمحو المشكلات في الدنيا بل أقول إنها تعطي الناس القوّة لتغلّب عليها. هذا لأنّ الكلام الذي نسمعه من صديق مخلص في أوقات المحن يشجّعنا أن نكون متفائلين رغم كثرة المشكلات في حياتنا. قد كثُر التنافس والتكاثر بين الناس وأصبح من الصعب أن نفرّق المخلص بين الحاسد في يومنا هذا. هذا لا يعني أنّنا لن نعثر على شخص بإمكاننا أن نتّخذه  صديقاً أو خليلاً. فالصديق المخلص يتميّز بصفات خاصّة. على سبيل المثال الصديق الحقيقيّ هو من يتمنّى لك كلّ الخيرات وكذلك يعطيك الأولوية في كلّ حينٍ. بينما الحاسد هو أوّل من يفرّ من جوارك بحثاً عن الآخرين عندما تَشتَدُّ الأمور فهو لا يريد أن يبقى معك عند وقت الضيق لأنّك لم تعد ...

مشاكل الطلّاب في الجامعة

أبدأُ باسم اللّٰه وأسألُ اللّٰه أن يُصلحَ لكم أموركم وأن يُخفِّفَ عنكم أوزاركم جميعاً. أعتقد أنَّكم قد خمَّنتم موضوع هذا النَّص. نعم إنّه يدور حول مشاكل الطلّاب  في الجامعة. إنّ مشاكل الطلّاب في الجامعة نوعان. أوّلها هي المشاكل الدراسيّة والأخرى هي المشاكل العامّة، يعني غير دراسيّة.  كلّكم تعرفون أنّ الدراسة في الجامعة ليست سهلةً بل صعبة مهما كان التخصُّص. هذا لأنّ هناك موادّ كثيرة يجب أن يدرسها وأن يفهمها الطالب قبل أن يتخرّج في كلّيّته. وهذه الأشياء غالباً تكون في مراحل التعليم المتقدّمة. كذلك هناك الأشياء الأخرى التي تجعل الحياة في الجامعة صعبتاً. على سبيل المثال مدّة الدراسة في الجامعة فترة طويلة من الزمن. بسبب هذا في كثير من الأحيان الطلّاب يفقدون رغبتهم في دراساتهم الجامعِيَّة ويصبحون مهملين لا يهتمُّون بأيّ شيء.  قبل أن أبدأ بشرح المشكلات عند الطلّاب أريد أن أشارككم عبارةً مشهورةً في اللغة العربية. ألا وهي "من لم يتعلَّمْ في صغره لم يتقدَّمْ في كبره". معنى العبارة هذه هي أنّ التعليم اليوم سيُساعدك على نَيْلِ التفوُّق في المستقبل. لكن هناك شرط واحد فقط - أ...

عطلة الصيف وكيف أقضيها

عطلة الصيف هي أطول عطلة في السنة. إنّها فترة الاستراحة لطلّاب الجامعة ومدّتها تقريباً ثلاثة أشهر. أنا أنتظر عطلة الصيف بفارغ الصبر كي أفعلَ الأشياء التي لم أستطع أن أفعلَها أثناء السنة الدراسيَّة. على سبيل المثال، خلال هذه الإجازة أستمتع بمشاهدة المسلسلات وبقراءة الكتب. أوّل شيء أفعله بعد انتهاء الامتحانات هو مشاهدة المسلسلات. أحبّ كلّ أنواع المسلسلات خاصّةً إذا كانت باللغة الأرديّة أو اللغة العربيّة أو اللغة التركيَّة لأنّني حريص على إتقان مهاراتي في هذه اللغات الثلاثة. المسلسلات الأرديّة فيها قصّةٌ ممتعةٌ في كلّ حلقة. إنّها تدور حول المشاكل الشائعة في ثقافتي. في كثير من الأحيان تناقش هذه المسلسلات أموراً كثيرةً حول العلاقات الأسريّة وحقوق المرأة والاختلافات في تفكير الجيل المعاصر. هذا هو الذي يجعلني أودّ مشاهدتها إلى درجةٍ أنّني لا أفوت واحدةً من حلقاتها أبداً. أمّا المسلسلات العربيّة فمعظمها تستخدم اللهجة العاميّة. كما نعرف اللهجة العامية تختلف عن الفصحى تماماً في نطق الحروف والكلمات. علاوة على ذلك الممثّلون يتكلّمون بسرعةٍ جنونيّةٍ. لذا أفضّل البرنامج  العربيّة بالفصح...